المستشفيات الحكومية ساحة إعلانية للمستشفيات والعيادات الخاصة التي تعلمك اسلوب الشحت والتسول

المستشفيات الحكومية ساحة إعلانية للمستشفيات والعيادات الخاصة التي تعلمك اسلوب الشحت والتسول

ما يسود في المستشفيات الحكومية من اهمال وتسيب في نقص الخدمات الطبية والامكانيات العلاجية وانعدام النظافة وغياب الكادر الصحي المؤهل إنما هي اعمال مفتعلة وممنهجة من القائمين على إدارة المستشفيات الحكومية لتغريب المرضى عنها ، والبحث عن البدائل العلاجية والتي من المؤكد أنها لن تكون غير جهة المستشفيات والعيادات الخاصة ، وهذا ما يوحي بوجود علاقة متفقة بين الأطراف الصحية فيما بينهم …

حتى أصبحت المستشفيات الحكومية تسبب حالة نفسية عند المرضى ، فلم يعد يثقون في خدماتها الصحية والعلاجية وتولدت لديهم مقولة (الداخل إليها مفقود والخارج منها مولود ) بل ويفضل الكثيرون من الفقراء وميسوري الدخل من المرضى العكوف في منازلهم والصبر على أمراضهم فهم على ثقة أنهم لن يجدوا في المستشفيات الحكومية ما سيخـفـف الآمهم حتى امتنعوا من الذهاب إليها ، ناهيك عن سماعهم القصص الكارثية والأخطاء الاعلاجية التي تصدر من الأطباء والممرضين والتي تُـودي بحياة الكثيرين من المرضى دون أي مسؤولية مهنية أو إنسانية حتى أنها لم تشغل تلك الأخطاء أهمية الإدارات باتخاذ الإجراءات القانونية ضدها وتكرارها مرارا و التستر عليها بالتعلل المبررات حتى لا تشاع من إدارات المستشفيات الحكومية خير شاهد عليها .

و يعود هجر المرافق الصحية الحكومية بفائدة كبيرة وجسيمة للمستشفيات والعيادات الخاصة المتاجرة بارواح وصحة الناس واستنزاف حاد لأموالهم منذ الخطوة الاولى عند عتبة مقابلة طبيب المعاينة حتى تصل النهاية بكثير من أهالي المرضى إلى ظاهرة الشحت والتسول من الموسسات الخيرية ووالتكفف و الجري خلف فاعلي الخير أو على أبواب المساجد لاجراء العمليات وشراء العلاجات لمرضاهم التي أصبحت قيمتها بالعملة الأجنبية ، والكثير من المرضى يبيع كل ما يملك حتى يصل الحال بهم إلى بيع ملابس أبنائهم لتسديد التكاليف الباهظة للعيادات الخاصة .

اللغة العلمية التي يستخدمها الأطباء لشرح حالة المريض وما يعانيه وما يجب فعله تجبر ذلك المريض أن يتخلى عن لغة المادة وشرح حالته الصعبة حتى يكون المريض آذانا صاغية ينفذ كل ما يملي عليه من أوامر ، دون أي وازع رحمة من ملائكه الرحمة للحالة المادية للمريض ، وأنهم مجرد موظفين في المستشفى الخاص ..

مقالي هذا لم يأتي من فراغ بل من تجربة شخصية عايشتها وتتكرر كل ساعة ولحظة لمئات الآلاف من المواطنين وهم على أبواب العيادات الخاصة ، بل هي نقطة من بحر ظلم الصحة في المناطق المحررة …..

CATEGORIES