أبا عثمان وعبده ووجيه ووجدان، إن كان البكاء عليك موتاً،فبورك كأسه الأوفى مذاقا

كم هي قاسية لحظات الوداع والفراق،التي تسجل وتختزن في القلب والذكرة، وكم اشعر بالحزن وفداحه الخساره والفجيعه،وتختنق دموعي ونحن نودع واحداً من المربين والأساتذة الأفاضل المؤمنين بالرسالة التربوية العظيمة ، فلن استطيع ان انسئ طلتك البهيه يامن كنت ناكراً للذات ، انت من ذلك الزمن الجميل مسيرتك العطرة ريحان وورود وعطاء ومشوارك سيرة عطرة وذكرى طيبه وروحاً نقية ،وميراث قيّم ومثل نبيله .
في مغرب يوم الجمعة الموافق9 ابريل 2021 صقعنا بخبر رحيل الاستاذ الفاضل والوالد العزيز طه احمد هاشم البوكري بعد مسيرة عطاء عريظة،ومشوار حياة في السلك التعليمي والعمل التربوي والاجتماعي،تاركاً سيرة عطرة وذكرى طيبة وروحاً نقية وعبق أريج نرجسة في ربى الصبيحة وشذا شجرة برتقال يافية وميراثاً من القيم النبيلة.
يرتجف القلم وتدمع العين وأجد غصة في الحلق كلما هممت أن اكتب كلمات لرثاء استاذنا الفاضل ووالدنا العزيز طه احمد هاشم…
ولكن اين هي الكلمات؟ وكيف ابدأ؟ فلقد كنت الاستاذ الفاضل والمربي الجليل والوالد الحنون ، حقاً لا ادري من اين ابدأ؟ هل بالحديث عن ابتسامتك التي لا تفارق ناظري ، ام عن فكاهاتك التي لايزال صداها في أذني، ام عن حضورك ومشاركتك لألآمنا وافراحنا،ام عن كلماتك التي كنت ترسم البسمة بها على كل من حولك، ام أقول أنه عندما وصلنا خبر رحليك أظلمت الدنيا وفارقت البسمة وجوه الكثيرين؟
أذكر موقفاً اضحكتنا فيه، وما أكثر تلك المواقف التي كنت تنثر فيها الفرح والسرور على من حولك.
فيا أيها الإنسان الطيب ،يامن كنت نبع العطاء المتدفق يعز علينا فراقك ،لان مثلك لاقبيل له ، فكم نحتاج لامثالك وفياً صادق.
ها هو الرجل البشوش ملك البسمة المشرقة والأخلاق والتواضع والأسلوب المتنوع والفريد مع الصغير والكبير، انطوى بين أطباق الثرى بجسده، وبيننا بفكره وخلقه وسيرته العطرة،بعد أن خلد أروع الأثر الطيب في قلوب أبناء الرويس وفي قلوب جميع من عايشوه وجالسوه وكانت له معهم اروع محطات الذكريات،… كان موت فقيدنا طعنةً لكل زميلٍ زامله، وصدمةً لكل صديقٍ صادقه، وجرحاً بالغَ العمقِ في قلب كل من عرفه…
ما رأيتُ في شخصه إلاّ صفات الرجولة والشهامة والإباء واحترام الآخرين، والعمل الدائب لمصالح الناس وإصلاح ذات البين .. عرفته يبذل ما في وسعه ليسعدَ الآخرين، عرفه الجميع غيوراً على دينه وأمّته ومصالح الناس…
ولكن وصل اليوم المحتوم، ودقّت ساعة الموت، وأشرت عقاربها صَوْبَ فقيدنا في يوم يقشعر له الأبدان، ويندى لها جبينُ الأخوةِ، عرفه الجميع وجلس يسامر الكل ويحادثهم بأحاديث الرجولة… عرفناه يشكر من يعمل لمصلحة بلده وأهله .. عرفناه وهو يشارك الناس أعمالهم وفرحهم وحزنهم ، كان يكره أن يسئ إلى أحد أو يطعن في أحد، وكان يحبّ المصلحة العامة ويحاول أن يجعلها دائماً الغاية المنشودة، وكان رحمه الله مثالاً في الإخلاص متواضعا بشوش وقور نكف على أهله وبلده… حتى بلغ السيل الزُّبى، وبلغت القلوب الحناجر، وحدث ما حدث، وجاء ملك الموت وخطفه من بيننا… فإليك الّرحمة أيها الفقيد وإلينا جميعاً الصبر والسلوان ..
حيث يعتبر الفقيد الاستاذ طه رحمه الله تغشاه من الأساتذة المشهود لهم بالكفاءة والاقتدار ،حيث تتلمذ على يديه الكثير من خيرة وابرز الكوادر في مختلف المجالات، كذلك له مواقف مشرفه في حل الكثير من القضايا الاجتماعية في منطقة الرويس والمناطق المجاورة، حيث كان يمثل صوت العقل والحكمة.
لقد رحل ابا وجدان تاركاً من خلفه في النفوس لوعة، وفي القلب حسرة، وفي العيون دمعة، وبالرغم من الرحيل إلا أنه سيظل باقياً في حياتنا ، لأنه سجل اسمه بأحرف من نور على صفحات تاريخ المنطقة واهلها ونحت في جدار التاريخ الصبيحي اسمه مع الخالدين من عظماء الصبيحة .
ايها الانسان الطيب، والاستاذ المخلص، يا نبع العطاء،والنهر المتدفق حباً لنشر روح المحبه والوئام في المجتمع،يعز علينا فراقك، في وقت نحتاج فيه إلى امثالك من الرجال الأوفياء الصادقين .
رحل أحد وجهاء الرويس ونجمها الساطع ووجها البشوش ، وبرحيله فقد خسرت منطقه الرويس خاصه ومديرية المضاربه عامه أحد أهم شخصياتها وهاماتها التربويه والاجتماعية التي له بصمات ومواقف مشرفه في الجانب التربوي،والاجتماعي بمسقط رأسه وعلى مستوى المناطق المجاورة.
لم يستوعب عقلي خبر رحيل من كان مصلحاً ومعاوناً ومحباً للخير وإصلاح ذات البين وحل الخلافات الأسرية والاجتماعية في منطقته، وفي مناطق المديرية.
كم كنت مغيثاً لكل مناد
من القريب والبعيد والأصدقاء
كم كنت عزيز النفس قوياً
كلما ضاقت بك ايامك السوداء
ابا عبده ماكنت منتظراً
جور الزمان عليك بهذا الشقاء
كنت عملاقاً مهيباً واعجبي
كيف اخترم عودك هذا البلاء.
لمقلتينا الحق أن تذرف دماً بديل للدمع ، وواجب على قلوبنا أن تحزن وتتأسى ،على رحيل من كل مرشداً وعاقل ومصلح في أوساط مجتمعنا.
خيم ظلام الحزن على بلادي، وسكن الأسئ في قلب الجميع ، برحيل ذلك الوجه المنير والقلب السموح والوجه البشوش .
لم يستوعب عقلي رحيلك ، ولم تصدق عيني غيابك الأبدي عنا، لازال خبر وفاتك ولحظه إلقاء نظره الوداع عليك حلم في خيالي، فعندما نظرت اليك نظره الوداع ليتم بعد ذلك تشييع جثمانك الطاهر وليورئ عليك الثراء ، جلست بعيداً اشاهد ذلك التشيع واتأمل ، احقيقة روؤا عليك الثراء وانزل واسكن ذلك الروح الطاهر والثغر الباسم والوجه البشوش والقلب الطيب تحت التراب.
لكن قلبي أجاب مسرعاً لا لا لا انها حلم ، طه لم يموت …طه حي، وضحكاته وفكاهاته في اوساطنا!!!.
*لئن كان البكاء عليك رقّا*
*فلا نرجو من الرق انعتاقا*
*وان كان البكاء عليك موتاً*
*فبورك كأسه الأوفى مذاقا.*
مهما كتبت من كلمات ورثاء ،وسطرت من حروف حزينه باكيه ،لن أوفيك حقك ،ومدرستك في الأخلاق نبل وقيم فاضله .
ابا وجدان ووجيه وعبده وعثمان يا صاحب الشمائل العظيمة ،ستبقى ذكراك الطيبة حية في قلوبنا ،يا ساكناً في نبضات قلوبنا ،وفي حدقات عيوننا وفي صميم ضمائرنا ،مازالت حاضرآ بروحك المرفرفه والبشوشه …..ايها الرجل الذي رحل وودعنا ، وبقينا نرثية ،فرحيلك ايها الانسان النبيل فجيعه مزقرتنا ما حيينا وسنظل نشكرك كلما طاف بنا محياك وهاجت بنا اوان الدمع ذكرتك ،فلولاك ماصح رثاء لولاك ،انت الموجود بيننا وانت الحاضر فينا وانت الماثل بيننا، وسيبقى يوم رحليك يوم حداد ما حيينا ،لانك كنت الرجل في زمن عز به الرجال،وكنت صاحب المآثر العظيمة ،فقصر دونها كل مقال ….اه اه اه كم هو مؤلم فقد الرجال العظماء …وكم هو مؤلم العيش دونهم وعلى ذكراهم …مؤلم أكثر حين تطوي الايام صورهم والمرارة تقدح في القلب اشتعالاً على زمن كانت بسمتك وزيارتك لكل مريض هي البلسم الشافي ….ابا عثمان لما رحلت هكذا دون وداع من هو القادر على تغطية الفراغ الذي تركته، ومن سيرافق الجنائز، ويغسل الاموات ويواسي ذويهم بعدك …لما لما رحلت هكذا وتركتنا وحيدين …..اه اه ما اصعب الفراق وما أقساه ،فيا ليت كل القلوب وكل البشر مثل قلبك وكل روح مثل روحك ،لكن للاسف فانت من الرجال النادرين .
قد أردد العبارات وأحاول أن أعبر عمّا في نفسي فإنني لم أستطيع، ولن أعطي الفقيد كلّ ما في نفسي. فليجفّ قلمي ، ولتبتئس عباراتي..
ابا وجيه أن الكلمات عاجزه عن بث لواعجها عن رحليك حتى باتت مغتسله بالدمع والحسره … سلام سلام سلام عليك …سلام على الطيبين …سلام على الطاهرين…ابا عبده لقد عرفناك إنساناً هادئاً متسامحاً راضياً اميناً غيوراً صادقا نبيلاً محباً قنوعاً متواضعا عطوفاً مصلحاً لذات البين ،نعم أن الرجال الصادقون لايموتون ولا املك في هذه الساعه غير هذا القول:
وغدآ سيذكرك الزمان لم يزل للدهر انصاف وحسن جزاء.
لم أسمع والله من نعت أبا واحدان بنعت سيء حيّاً أو ميّتاً، بل إني رائيت يوم وفاته كل الوجوه لبّدها الحزن واعتصر قلوبها الألم، وبقيت كلما ذكرك الذاكرون …
وأقول إن قضاء الله يجب أن يقابل بكل اطمئنان وكل صبر نزولاً عند قوله تعالى ” وبشر الصابرين الذين إذا أصابتهم مصيبة قالوا إن لله وإن إليه راجعون”
قدر الله كائن لا نستطيع أن نوقفه، وما نقول إلا ما يرضي ربنا: والله إن العين لتدمع وإن القلب ليحزن، وإن على فراقك يا أبا عثمان لمحزونون. وأنك عشت فينا حيّاً وميّتاً.
رحم الله فقيدنا الاستاذ والمربي الجليل والوالد العزيز طه هاشم واسكنه فسيح جنانه مع النبيين والصديقين والشهداء والصالحين وحسن أولئك رفيقا .
اللهم برد تربته ونور مرقده وطيب مضجعه وآنس وحشته اللهم إنا نستودعك إياه فاجعله من المبشرين السعداء.اللهم اغفر له وارحمه وعافه واعف عنه وأكرم نزله ووسع مدخله واجعل قبره روضة من رياض الجنة وأسكنه الفردوس الأعلى واربط اللهم على قلب أهله وأرزقهم الصبر ولا نقول الا ما يرضي ربنا انا الله وانا اليه راجعون .




