الثقافة واستشراف المستقبل

الثقافة واستشراف المستقبل

كتب – عمرحيدرة الجعشاني

الثقافة في أي مجتمع تتأثر بعوامل داخلية وخارجية مباشرة وغير مباشرة، ففي مجتمعنا حدثت تطورات مهمة كان لها تأثيرها الثقافي ، وشهدت الثقافة شأنها شأن المجالات الأخرى، ظاهرة الصعود والهبوط بين الحين والآخر .
في بداية النهضة التي صاحبت دخول التعليم كان المتعلمون يمثلون النخبة المثقفة في المجتمع، وكانت طموحاتهم في تطوير مجتمعهم كبيرة ربما تفوق إمكاناتهم، وتفوق حتى إمكان تحقيق حدها الأدنى، بحكم المرحلة وفكرها وظروفها كانت تطمح للنهوض وتعويض فترات التأخر.
إذاً علينا تقييم لمستوى الثقافة ودورها في نهضة مجتمعنا علينا أن نقف على هذه القضية وهي مهمة وأساسية .
إذا كان _ولايزال _التعليم مفتاح الثقافة وأساسها فإن ارتباط الجانب المعرفي بالجانب الثقافي في التعليم أمر مهم، فنحن لانريد أن نخرج أناساً يحملون الشهادات دون وعي ثقافي بواقع مجتمعهم، وإدراك دورهم المجتمعي، وقدرتهم على استشراف مستقبل بلدهم، ورسم معالم ذلك المستقبل.
الاستشراف المستقبلي أصبح مهماً في ثقافتنا وخططنا، وإنه من المنطقي أن تكون درجة الوعي ومستوى الثقافة في المجتمع هي التي تحدد إلى أي مدى نستطيع أن تستشرف مستقبل شعبنا بمعنى أن النضج الثقافي سيجعل استشرافنا للمستقبل جيداً،بحيث سيكون هناك نهوض ، وإذا كان وعينا قاصراً سيكون هناك هبوطاً متوقعاً.
يجب علينا فهم عميق للحاضر وتطورة، وكذلك لتجارب الماضي المؤثرة في الحاضر. إذا لم نحاول استشراف المستقبل فإننا سوف نقع في الكوارث والأزمات دون سابق إنذار، أو أن الأزمات تعود لتقع ويعيد التاريخ نفسه مع تغير في طبيعة الحدث وظروفه.

Author

CATEGORIES