مطالب المعلم بين مهزلة الوزارة وتوافقات النقابة ولملس
ترك الطالب مقاعد الدرس ملتحقًا بجبهات القتال فقبلناها وقلنا من البديهي الحرب تنتج أمور كهذه وعما قريب ستعود المياه إلى مجاريها…ليلحق من بعده المعلم فقبلناها أيضًا وقلنا لا ضير ربما مجموعة خذلهم الواقع وغيابهم لا يمثل هرم المشكلة، لكن يصل الأمر فيلتحق مدير المدرسة ونائبه فهو العار الذي لحق التعليم فإن قبلنا كيف لنا أن نتجرّعه؟
ما لم يكن يومًا في الحسبان أن يتحوّل المعلم عبئ على المجتمع، إلا في زمنًا قل فيه زاد المعرفة وكثر فيه الدجل والخداع وقتلة الإنسان..ومن بعدما اختفى العدل وتملّصت الحكومة مرارًا وتكرارًا في الوفاء بإنعاش آمال المعلم ذاته، ليقتنع بأن أموره من أمور الطالب صارت في خطر ولا مجال للمراوغة من ذلك إلا المواجهة.
ومجتمع أطرش وزاد بالحرب يصاب بهالة من الصمت والرعب غير أبهٍ لما قد يلحقه بتردي التعليم من عواقب وخيمة مستقبلًا، وقد بدت الحقيقة تظهر كما هي واضحة وضوح الشمس وبحالة من القمع الفكري والنفسي تطاله كمعلم وما زال يوجد بيننا من يجحد في حقه يطالبه بالمزيد من الصبر ورباطة الجأش هدفه أولاً وأخيرًا إيهام المواطن والعالم عن وجود دولة ما زالت صالحة للإستعمال.
وما بين ذا وهذا فلو توحّد من قبل رأي المعلم مع رأي المجتمع كما توحّد أخيرًا إزاء الإضراب، لهزّ عروش السادة والطغاة وأجبرهم على الرضوخ والامتثال للأوامر، لكنها اللامبالة والتراخي وعدم الشعور بالمسئولية هي من جعلت البعض في حلٍ عن أمر التفكير بالعواقب، إلى أن بلغت معاناة التعليم مستوى من التدهور لم تبلغها إلا في زمن الاستعمار والإمامة.
وهكذا وقد بدأت المبادرة تأتي أُكلها وبدأت تفضح فساد الفاسدين، لتعجز أمامها محاولات المتحذلقين على تشتيت جهود المعلمين وتوافقهم، ليدلهم دهاءهم أن يلجأوا إلى حيل آخرى أكثر خبثًا وهي المناطقية بدءً بالأقرب عدن… وعدن ظلت على الدوام المكان الذي يلوذ به المظلوم ويستجير من الظلم ، فما كنا نتوقع ونحن الأوفياء لها بأنها ستدفع المعلم الجنوبي يومًا من الأيام بعيدًا عن حضنها الدافء لكنها للأسف هذه المرة فعلتها نقابتها ودفعته عند اول محطة معلنة فتح الإضراب بوعدٍ أملسٍ لا حراشف فيه تمكن من النجاة. وماذا قالوا؟ سيساعد المحافظ على دفع كل مستحقات معلمي عدن من إرادات المحافظة!.
وللعلم ياسادة ياكرام: العالم لا يعنيه حجم الإنتصارات العسكرية التي يحرزها هذا الطرف او ذاك بقدر ما يعنيه الاحتفاظ بها وبضمان تقديم الخدمات وأولها التعليم من يعد المقياس الحقيقي لنجاح الأمم والشعوب وبدونه يسود الجهل وينعدم الأمن فتنشى بيئة تشجع على التطرف والإرهاب، لذا كان من الواجب والأهم يانقابات المعلم في المناطق الجنوبية إلى المحررة أن يحصل المعلم بصورة عامة وليس مجزئة على ما يبقيه عند الحد الأدنى محتفظًا بكيانه كمعلم وأن لا يصبح عرضة للإمتهان والسخرية من طرف فيلجا إلى وسائل لو مارسها بالتأكيد ستضر بمصالح الجميع.




