في ذكرى تحريرها الـ(السادسة) من مليشيا الحوثي.. مسيمير الحواشب ..البندقية التي أجتثت مليشيا الحوثي الإيرانية وغيرت مجرى التاريخ

في ذكرى تحريرها الـ(السادسة) من مليشيا الحوثي.. مسيمير الحواشب ..البندقية التي أجتثت مليشيا الحوثي الإيرانية وغيرت مجرى التاريخ

تقرير – أحمد مطرف

قبل ستة أعوام من اليوم وتحديداَ في الحادي عشر من شهر يونيو 2015م استطاعت بندقية طلائع المقاومة الجنوبية مديرية المسيمير الحواشب بمحافظة لحج قهر أعتى ترسانة حربية يمنية غازية لأرض الجنوب، بلإرادة الصلبة وعزيمة الرجال، سطر أبناء الحواشب عنوان تضحياتهم الجسام، في معركة لاتقتصر على شباب المقاومة كواجب للقتال بل هناك الطفل والمرأة والمسن يتقاسمون دور القتال في حمل السلاح ونقل الماء والغذاء والذخائر وفرق المجارحه .
في هذة اللحظة الفارقة والفاصلة من تاريخ الجنوب المعاصر وضعت المسيمير تاجها على رأس ثورة هذا الشعب وقدمت خيرة شبابها قرباناً للنصر الذي توجت به مديرية المسيمير كثاني منطقة جنوبية تتحرر من ميليشيا الحوثي وحظيت بهذا النصر والشرف الكبير .

تحل هذه الذكرى ومعها نستذكر عطاءات جيل ذهبي سار في ركب الفداء والتضحيات حياً ولقي ربه على هذه القيم والمبادئ الراسخة لنبكيم دهراً، من مواقفهم وأدوارهم ومآثرهم وسيرتهم النضالية العطرة، التي غيروا من خلالها مجرى التاريخ أنصع معاني الشجاعة والبطولة والإبآ .
مديرية المسيمير .. وعلى مر تاريخها النضالي تحتفظ لنفسها بخط ثوري مضيء ومميز، فقد أنتهجت هذة المديرية خط التضحية منذُ فجر التاريخ الجنوبي العريق في كل المراحل والمتغيرات، وأمتطت بلاد الحواشب صهوة جوادها وحجزت لنفسها دور البطولة في مسرح عمليات الحرب لترسم أفاق تحررية حضارية وتحمل على كاهلها مشروع وطني عظيم متمثل في تطهير الجنوب من دنس الاعداء .

11 يونيو العظيم 2015 يوماً يتجدد في ذاكرة كل جنوبي، فهو اليوم الذي بلغت فيه طلائع المقاومة الجنوبية حدود الفواصل النارية وأسقطت مواقع مليشيا الحوثية ودحرتها من كل أرجاء مديرية المسيمير، واعلنت بندقية طلائع المقاومة الجنوبية تحرير مديرية المسيمير بمحافظة لحج وتتويجها بالنصر كثاني منطقة جنوبية بعد الضالع .

*من وحي المعارك*

رفعت مديرية المسيمير الحواشب شعار النصر او الشهادة دفاعاً عن الدين والوطن، حيث بدأت المقاومة بمديرية المسيمير، بتنفيذ الكمائن عقب أجتياح قوات مليشيا الحوثي أراضي الجنوب وتمركز في معسكر لبوزة، فقد حققت تلك الهجمات الليلية التي كانت تنفذ أحراق عدد من الأطغم التي كانت تمر على الخط العام ( كرش – عدن) وواصل أفراد المقاومة الهجمات واستهداف الثكنات العسكرية لمليشيا الحوثي بالقرب من معسكر لبوزة والنقاط الامنية، كانت هي الانطلاقة الاولى والشرارة التي أمتدت لتشعل الحماس بين صفوف الشباب المقاوم بالمديرية ، الأمر الذي دفع بقوات مليشيا الحوثي واعوانها بشن هجوم بربري على المديرية، تصدت له طلائع المقاومة الجنوبية ولكن العدو كان يمتلك القوة والترسانة العسكرية التي منحته دخول المديرية، حيث أستبسل شباب المقاومة وقاوم على أثر ذلك الهجوم وسقط حينها الشهيد القائد معاذ علي احمد طيب الله ثراة، أستشهد أسد من أسود الحواشب وقد صدق الشهيد معاذ حين قال لن يدخل الحوثين المديرية إلا على جثتي، نال الشهادة، وأستمر الصمود من ابطال المقاومة رغم تواجد المليشيات في عاصمة المديرية
وشحة الإمكانيات على مدى شهرين من الحصار الذي فرضته مليشيات الحوثي على المدنيين ومنع خروج المرضى لتلقي العلاج وعدم السماح بدخول البضائع والتموينات لمركز المدينة، فرضت المليشيات الغازية الحصار المطبق على المديرية، واستخدمت أقذر وابشع الجرائم ضد المدنيين العزل، وكانت تقابل تلك الافعال بالإرادة الصلبة والعزيمة الذي لاتعرف الإنكسار، وفعلاً حاولت المقاومة إعادة ترتيب صفوفها بقيادة الشهيد القائد العقيد محسن محمد سالم منجستو وأتخذت من منطقة كدان مقرً لها شمال غرب مدينة المسيمير، كما أتخذ باقي المقاتلين مناطق مخران مقراً للمقاومة شمال شرق مدينة المسيمير بقيادة المناضل جامع فضل العييري والشهيد بسام الشيبة، وسط رفض الاهالي لتواجد ذلك العدو الجاثم على أرضهم، حيث شنت المقاومة هجوما كاسحاً على مواقع العدو المتمركزه على الجبال المطلة على المدينة من جهتي الشرق والغرب خلال ثلاث ايام 9, 10, 11 من شهر يونيو 2015م وتمكنت المقاومة تحرير اجزاء كبيرة ودخول المدينة، وكانت هي المعارك الفاصلة سقط خلالها كوكبة من الشهداء الميامين وجرح آخرون ومنهم الشهيد نبيل قاسم السروي والشهيد عبدالمجيد عبدالله حيدرة والشهيد بسام الشيبة والشهيد عبدالله علي عبدالله الفيتر والشهيد وليد قائد مثنى، وبفضل هذة التضحيات الجسام حررت المدينة في الحادي عشر من شهر يونيو العظيم 2015 للميلاد .

*صمود أسطوري للمقاومة الجنوبية بقيادة القائد العام عيدروس الزُبيدي*

بعد أن شهدت المقاومة في المديرية تعزيزات من افراد المقاومة الجنوبية القادمة من محافظة الضالع بقيادة القائد عيدروس قاسم الزبيدي القائد العام للمقاومة الجنوبية الذي أشرف على سير المعارك وتحقيق قفزة نوعية في مسار الاحداث والمعارك القتالية، وتمكنت خلالها المقاومة الجنوبية من إحراز الانتصارات وتحرير ما تبقى من مواقع في المديرية كانت تحت سيطرة مليشيا الحوثي، وجسد افراد المقاومة وصناديدها معاني التضحية والفداء ، تزينت أرض الحواشب وجبالها السمراء وروابيها بدماء الشرفاء الاحرار من الرجال الاوفياء الذين وهبوا ارواحهم رخيصة لأجل عزة وحرية هذا الوطن ، وقدمت المقاومة فنون القتال بإسناد ودعم من قوات التحالف العربي، في هذة المناسبة العظيمة نتذكر مواقف سطرها جهابذة المقاومة وابطالها الشجعان من مناطق الجنوب في المعارك التي شهدتها جبهة المسيمير الحواشب الى جانب اخوانهم من أبناء الحواشب، حيث قدمت المقاومة التضحيات المستمرة وسقط من افرادها مابين شهيد وجريح من أبناء الضالع والمسيمير، وكان الحدث الأبزر أثناء سير المعارك آنذاك عندما تم محاصرة القائد عيدروس الزبيدي ورفاقة في احدى مواقع المواجهة وتم كسر الحصار في ذلك اليوم ومواصلة تقدم المقاومة لتحرير ماتبقى من مواقع كانت تحت سيطرة مليشيا الحوثي لتصل طلائع المقاومة الجنوبية من أبناء الحواشب وتمكنها من تحرير لواء لبوزة ومطاردة فلول مليشيا الحوثي .

*قوافل التضحيات*

من أرض المسيمير الحواشب مربض صناديد االجنوب، من معقل الاشداء وموطن المغاوير، هنا أرض الفداء في كل المنعطفات والمراحل السابقة، من أرض البطولات، نتذكر صناع المجد والانتصار التاريخي العظيم في معارك تحرير مديرية المسيمير ، لمعت فيها قافلة الشهداء من أبناء الحواشب التي أنارت دروب الحرية، وسطعت في سماء التضحيات لأجل الجنوب، يتقدمها الشهيد العقيد محسن محمد سالم منجستو والشهيد العقيد سمير علي احمد والشهيد حمزه احمد حسين ناجي والشهيد رياض جودات والشهيد قائد مثنى المغرمي والشهيد أيهاب محمد العصيمي والشهيد سامح علي ناصر راوح والشهيد خالد هارش والشهيد عبد درويش وغيرهم من كوكبة الفداء والرموز الثورية .

*على خط التضحية*

على خط التضحية وصناع المجد تمتد مواقف العظماء دفاعاً عن تراب الجنوب الطاهر، هنا نستذكر مواقف وتضحيات أبناء الحواشب على امتداد الرقعة الجنوبية، في درب شق طريقة العظماء من الشهداء الميامين أمثال الشهيد القائد “يسري عبدة حازم الحوشبي” قائد اللواء العاشر صاعقة ليلحق بركب الفدائيين من ابناء الحواشب الذي أستشهد بتاريخ 4/ 7 / 2020 في معارك تطهير الجنوب في محافظة أبين وتحديدا في قرن كلاسي ضد مليشيات الإخوان والقاعدة الإرهابية، في ذاكرة الأجيال نحت الشهيد مواقفة ومآثره النضالية وخلدها في وجدان الجميع لتؤكد بانه كان قائداً ملهماً لكل الأحرار وقدوة حسنة في مجال عمله، لقد ظل وفياً مخلصاً لثرى الوطن الغالي وللقيادة السياسية والعسكرية الجنوبية حتى توج مسيرته النضالية والكفاحية والثورية الزاخرة بالعطاء بدمائه الطاهرة شهيداً مكرماً على درب شهداء هذه الأرض الذين سقطوا في محراب الفداء والتضحية، مسترخصاً حياته وعمره وروحه وكل غال ونفيس في هذه الدنيا من أجل الحرية والكرامة والإستقلال .

Author

CATEGORIES