الحوثي يحكم قبضته على المراكز القيادية والمفاصل الإيرادية في اليمن

تزعم مليشيا الحوثي بأنها تعمل من أجل مصلحة اليمنيين في مناطق سيطرتها، إلا ان سلوكها على الأرض يشير إلى ثقافة إقصائية لكوادر البلد من أعمالهم في المؤسسات والمناصب وإحلال عناصر تنتمي إلى سلالة زعميها عبد الملك الحوثي من أقاربه وأصهاره في أغلب المناصب الحساسة، وتؤكد استنتاجات ساسة خاضعين لسيطرة الجماعة المدعومة من إيران بان سلوك العائلة الحوثية وزعيمها فيما يخص التعامل مع المناصب والثروة والسلطة يظهر جلياً تلك التوجهات الإقصائية وعملية الإستئثار التي تحملها الجماعة من خلال توسيع نطاق نفوذها حتى على حساب موالين لها ساندوها في عملية الانقلاب واجتياح العاصمة صنعاء ومدن يمنية أخرى في سبتمبر من العام 2014م.
ويرى مراقبون بان إدارة العائلة الحوثية للسلطة عبر أقاربها من أبناء العمومة او عن طريق النسب والإنتماء تشبه إلى حد كبير إدارة النظام الإمامي التي حكمت اليمن قبل ثورة 26 سبتمبر 1962م، بدءاً من زعيم الجماعة الذي أطلق على نفسه لقب “قائد الثورة” في حين لا يكاد منصب عسكري أو مدني ذا أهمية إلا وكان أحد أقاربه هو المسؤول عنه بما في ذلك منصب رئيس حكم الإنقلاب الذي أوكل الى أحد القادمين من صعدة ويدعى “مهدي المشاط”، وصولاً الى حكومة الإنقلاب والهيئات والمؤسسات المدنية والعسكرية والأمنية والإيرادية وانتهاء بالمشرفين في المحافظات والمديريات الواقعة تحت قبضة المليشيات الإيرانية.
ويسيطر زعيم الجماعة “عبد الملك الحوثي”، على مركز القرار الأول في سلطة المليشيات، وتستحوذ عائلته حالياً على حصة صعدة في مجلس حكم الإنقلاب بصورة شبه كاملة بعد أن كان مشكلاً في السابق من 10 أعضاء تم تقسيمهم بالتناصف بين الجماعة وجناح حزب المؤتمر الشعبي في صنعاء على أن يتم تداول منصب رئيس المجلس كل ستة أشهر وهو ما لم يحدث منذ تشكيله في 28 يوليو “تموز” عام 2016م، حيث ظل ذلك المنصب حكراً على المقربين من زعيم المليشيا وهما “صالح الصماد” الذي لقي مصرعه في عام 2018م وبعده “مهدي المشاط” الذي تربطه علاقة مصاهرة بالعائلة الحوثية، واستبعد زعيم الجماعة القيادي الحوثي وأحد مؤسسي المليشيات المدعو “يوسف الفيشي” من عضوية المجلس السياسي وأحل مكانه ابن عمه “محمد علي الحوثي” الذي لا يزال يحتفظ بمنصبه رئيساً لما يسمى “اللجنة الثورية العليا”.
واضاف زعيم المليشيات لابن عمه محمد علي الحوثي الى جانب منصبي عضو مجلس حكم الإنقلاب “المجلس السياسي الأعلى ورئيس اللجنة الثورية” منصباً جديداً سماه “رئيس المنظومة العدلية”، في سياق سعي الجماعة لإستكمال السيطرة على ما تبقى من قطاعي القضاء والأوقاف وتسهيل عملية نهب الأراضي والعقارات المملوكة للمواطنين والدولة، ويتولى “محمد علي الحوثي” الى جانب تلك السلسلة من المناصب القيادية، مهام عديدة أخرى تتعلق بعضها بإدارة أمور التحشيد العسكري والجماهيري وجمع الجبايات فضلاً عن كونه ممثلاً لزعيم الجماعة للقاء بعض زعماء القبائل والوجهاء الموالين لها ومعالجة قضايا الثأر.
ويأتي “يحيي بدر الدين الحوثي” شقيق زعيم الجماعة المعين بمؤهل “يقرأ ويكتب” على رأس وزارة التربية في حكومة الإنقلاب كما ينتحل عمه “عبد الكريم أمير الدين الحوثي” منصب وزير الداخلية، كما اوكل زعيم المليشيا مهام الإشراف على بنك التسليف التعاوني الزراعي الى قريبه “بلال الحوثي”، وعين قريبه الآخر “هاشم إسماعيل علي أحمد” محافظاً مزعوماً للبنك المركزي في صنعاء، كما عين قريبه “حسن الحوثي” رئيساً لمجلس إدارة الخطوط الجوية اليمنية، وشقيقه “عبد الخالق بدر الدين الحوثي” قائداً لقوت الاحتياط “الحرس الجمهوري سابقاً” وقائداً للمنطقة العسكرية المركزية، ونجل شقيقه “علي حسين بدر الدين الحوثي” وكيلاً لوزارة الداخلية لقطاع الأمن والشرطة، و “يحيي حسن الحوثي” منصب المركز الوطني لنزع الألغام.
وحرص زعيم المليشيا على تعيين “زيد الحوثي” مديراً لمؤسسة جرحى الجماعة و “محمد حسين الحوثي” رئيساً للمركز الوطني لرصد ودراسات الزلازل والبراكين و “قاسم الحوثي” رئيساً لدائرة الإدارة المحلية في مجلس حكم الإنقلاب و “أمين عبد الكريم الحوثي” مديراً لمكتب رئيس مصلحة الضرائب و “عبد الله عبد الكريم الحوثي” رئيساً لدائرة الأشعال العسكرية و “يحيي الحوثي” وكيلاً مساعداً لوزارة الأوقاف والإرشاد و “عبد المجيد الحوثي” المعين أميناً عاماً لجامعة المعرفة والعلوم الحديثة، كما قام بتعيين قريبه “هاشم الحوثي” وكيلاً لأمانة العاصمة لقطاع الأوقاف و “عبد الله الحوثي” رئيساً لما يسمى بهيئة التصالح والتسامح و “أمير الدين الحوثي” ممثلاً لمنظمات المجتمع المدني في الشؤون الإجتماعية وهو الذي عمل في السابق على استهداف وإغلاق العشرات من المنظمات المدنية وتفريخ منظمات وجمعيات ومؤسسات أخرى تابعة للجماعة.
وحصدت الشخصيات المقربة من زعيم الجماعة الحوثية خصوصاً تلك المنتمية إلى محافظة صعدة المرتبة الثانية فيما يتعلق بإدارة شؤون الدولة المغتصبة بعد عائلة عبد الملك الحوثي وأصهاره وأبناء عمومته، ومن بين تلك الأسماء “عبد الحكيم الخيواني” المقرب من زعيم الجماعة والمعين من قبله رئيساً لما يسمى جهاز الأمن والمخابرات ونائبه “عبد القادر الشامي” و “عبد الله علي الحاكم” رئيس جهاز الإستخبارات العسكرية وهم من القيادات الأمنية والميدانية البارزة بصفوف الميليشيات، وانتهاء بـ”أحمد حامد” المعين مديراً لرئيس مجلس حكم المليشيا ومشرفاً مطلقاً على المساعدات الدولية وعلى الصناديق الإيرادية وعلى وزراء حكومة الجماعة الى جانب “محمد عبد الكريم الغماري” المعين في منصب رئيس هيئة الأركان العامة و “عبد المحسن الطاؤوس” المعين في منصب رئيس الهيئة الوطنية لإدارة وتنسيق الشؤون الإنسانية، والى جانب هؤلاء الأشخاص عين الحوثي أعوانه من صعدة في مختلف المناصب ذات الأهمية مثل الذراع المالية والإقتصادية للمليشيات “صالح مسفر الشاعر” المعين رئيساً لهيئة الدعم اللوجيستي بوزارة دفاع الجماعة، و “علي سالم الصيفي” المعين وكيلاً لوزارة الداخلية لقطاع الموارد البشرية والمالية و “أحمد الحمزي” المعين قائداً للقوات الجوية و “مسفر عبد الله النمير” المعين وزيراً للاتصالات بحكومة الجماعة و “محمد أحمد الحاتمي” الوكيل الأول لوزارة الاتصالات لشؤون التفتيش والرقابة و “عصام الحملي” نائب مدير عام مؤسسة الاتصالات ورئيس مجلس إدارة شركة “يمن موبايل” و “حسن المراني” المعين مدير عام المؤسسة الإقتصادية اليمنية و “محمد عبد العظيم” المعين رئيساً لمصلحة الأحول المدنية.
كما تؤكد مصادر يمنية ان زعيم الإنقلاب لا يزال هو الشخص الوحيد الذي يحتفظ دون غيره من القيادات الحوثية الأخرى بحق تعيين المشرفين باعتبارهم ممثلين له شخصياً ويمنحهم كافة الصلاحيات الكاملة ويتلقون توجيهاتهم رأساً من مكتبه، وتفيد المصادر ذاتها بأنه لا يمكن لأي شخص الوصول الى منصب مشرف حوثي في أي محافظة خاضعة تحت سيطرة الجماعة إلا اذا امتلك معايير خاصة وأساسية تتناسب مع تلك التي اعتمدتها العائلة الحوثية للتعيين بذلك المنصب، ويمنح منصب “المشرف” في المحافظة او المديرية او المؤسسة صاحبه صلاحيات الرقابة على عمل المحافظ والمدير والوزير كسلطة أعلى من حيث القدرة على إنفاذ القرار لما له من ارتباط مباشر بزعيم الجماعة كما يعد محصناً ولا يمكن المساس به ولا يمكن تغييره إلا بأمر الحوثي نفسه، ويمكن ذكر بعض الأسماء التي ينتمي أغلبها إلى محافظة صعدة وبعضهم أقارب لزعيم الجماعة مثل المشرف في صنعاء “خالد المداني” والمشرف العام الصوري لمحافظة إب “يحيى اليوسفي” ومن خلفه المشرف العام الفعلي “عبد الغني الطاؤوس” المتزوج من شقيقة عبد الملك الحوثي ونائبه “أشرف المتوكل” المقرب سلالياً من الأسرة الحوثية، والمشرف الحوثي في محافظة حجة “نائف أبو خرفشة” وهو ابن أخت عبد الملك الحوثي ومشرف محافظة الحديدة “أحمد البشري” القريب من الأسرة الحوثية ومشرف محافظة المحويت “عزيز الهطفي” وهو كذلك من صعدة ومشرف محافظة ذمار “فاضل الشرق” وهو أحد أخوال زعيم الجماعة ومشرف محافظة ريمة “أبو يحيى الديلمي” المنتمي للسلالة الحوثية ومشرف الجوف “أبو أحمد العزي” الذي ينحدر من أسرة بيت العزي في صعدة التي منها “حسين العزي” وهو مسؤول العلاقات الخارجية في المليشيات وجميعهم ينتمون الى محافظة صعدة اليمنية.



