هل نحن امام ولادة دولة كردية ؟
نصر هرهره
التطورات الحالية في الجمهورية العربية السورية تفاجئنا نحن الذين نفتقر للمعلومات لما يدور في دهاليز السياسية ، رفض الرئيس الاسد دعوة اردوغان كان له ردود افعال تركية قوية ربما هذه التطورات من نتائجها ، لكن التفكير السياسي العميق لما يجري لا يمكن ان تجعلنا نفهم هذه التطورات انها ردود افعال لكن بالتاكيد هي مخطط اخذ وقته في الاعداد والتحضير له محليا واقليميا ودوليا وله ابعاد ترتبط بخارطة الشرق الاوسط الجديد والفوضاء الخلاقة وبتصريح اردوغان الاخير في وصفه لما يجري في سوريا بعملية تدار بهدؤ لكن الغريب في الامر ان تتقاطع المصالح فيما يتعلق بتركيا وولادة الدولة الكردية الجديده والهدؤ الايراني والعراقي وعدم الحماس القوي من روسيا لما يجري وحماية القوات الامريكية ل ( قسد ) بينما هيئة تحرير الشام بقيادة احمد تلشرع (جولاني ) الذي افصح عن اسمه الحقيقي اليوم توقل داخل الارضي السورية وتقترب من دمشق ، وفي المقابل فان اسرائيل تعلن انه في حال وصلت قوات هيئة تحرير الشام الى حمص فانها ستقبم منطقة عازلة داخل سوريا في الجولان.
كل هذه التطورات المفتوحة على كل الاحتمالات لم تكن بمعزل عما جرى في غزة وجنوب لبنان خصوصا اذا ما سيطرت قوات هيئة تحرير الشمال على اهم حدود ومداخل لبنان مع سوريا ومحاولة عزل اي تدخل لحزب الله في سوريا واطلاق قوات( قسد ) في مناطق هامة في شمال سوريا.
فالتطورات الراهنة ليست طارئة او ردة فعل لتصرفات الاسد مع الرئيس التركي بل هي مخطط واضح لاعادة تشكل خارطة المنطقة قد تكون لصالح الاكراد لان سوريا والعراق وايران واقعة اليوم في وضع هو الاضعف في التاريخ الحديث للمنطقة لكن التناقض الواضح او الامر الغير واضح هو تصادم المصالح التركية مع موقفها من زعزعة الوضع لصالح الخصم الاساسي لتركيا وهو العنصر الكردي.
